.
قدّ تمتد أيدينا بكل صدق..
وبدفء الكون بأكملــه..لأُناس لانعرفهم..
نلتقيهم بطرقاتنا المتشبعه بالغربة
نعانقهم بوفاء عميق..لايفهمه إلا أصحاب القلوب النقية الطاهرة
جريحين أحيانا نجدهم ..فنداويهم ونتوجع من أجلهم..واحياناً نجدهم موجوعين من ألمّ الدنيا
فنربتّ على أكتافهم ونمسع دموعاً اثقلها عناء الزمن
يسيرون رغمّ الإنكسار الذي يعيش بداخلهموأحياناً كُثر مطعونين…
لكل هؤلاء …
وفاء قلوبنا التي لاتعرف طعم الغدر
وليس بها مُتسع لحقدٍ أو كُره..
مهما بلغ حجم خذلاننا في ردّ الجميل
أو كان العطـاء في غير محله..
أو حتى تنكروا لنا ..وصدمونا في وفاءهم..
دعو قلوبكم احبتي معطاءه بلاثمــن ..
صادقة ..لاتعرف لغير حب الخير وطن..
وإياكم والنــدم..
فالجزاء عند الله أثمن من عطاء البشر
هل حدثت نفسك يوما أنك ستكون من أصحاب الأعراف ؟ - الأعراف هم الناس الذين تساوت
حسناتهم و سيئاتهم - , هل تخيلت موقفك يوم الحساب حين يذهب أهل الجنة إلى الجنة و أهل النار
إلى النار و أنت و غيرك تقف في المنتصف لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ؟ أي وجل ستشعر به , أي
موقف مرعب هذا الذي أنت فيه , مفزع أن ترى نفسك هكذا تجهل مصيرك لا تعرف إلى أين اتجاهك و لا تدري الجنة أم النار دار قرارك ! , لذلك حتى تنجو بنفسك و تسلم من هول الموقف , اعمل لذلك اليوم , اعمل أي شيء مهما بدا صغيرًا , صغيرًا و بحجم الذرّة , نعم ذرّة !! المهم أن تغلب حسناتك سيئاتك ولو بفارق ذرّة , لا تستصغر أي عمل تقوم به لا تعلم أي عمل سيدخلك الجنة لا تعلم فقد يكون برفع فتات طعام كان على الأرض , أو بابتسامة ابتسمتها في وجهٍ عابر , أو بسلامٍ على مسلم لا تعرفه , أو بقولك شكرا , أو بتقبيل رأس والديك , أو برسالة بعثت بها أشواقك لمن أحببتهم , أو بريالٍ تصدقت به على رجل النظافة , أو بشق تمرة أعطيتها لمن يرتعش جوعا , أو … , أو … , أو … , المهم ألا تحقر عملك مهما بدا صغيرا , صغيرا و بحجم الذرّة ! فالله يقول ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * و من يعمل مثقال ذرة شرًّا يره ” الذرّة تجعل أحد الكفتين المتساويتين ترجح على الأخرى , الذرّة تنجيك من النار و تجعلك تدخل الجنة , الذرّة تجعلك من أهل النعيم المقيم الدائم الأبديّ , الذرّة تجعلك ترى الله في الجنّة
ُجلد الإمام أحمد و سُكب الماء والملح على جروحه
حتى أغشي عليه !
فلما أفاق عفا عمن جلده !
وصُلب الإمام مالك وشدُ على خشبة حتى انخلعت كتفيه !
فلما أفاق عفا عمن ضربه !
وطُرد صاحب الوجه الأنور من مكة !
فلما دخلها قال اذهبوا فأنتم الطُلقاء !
وأهدر دم رجل آذاه في نفسه و أهله !
فلما أقبل عليه يبايعه عفا عنه !
أتُرى هؤلاء الأكابر جلاميد صخر لم يشعروا بالظلم كما تشعر أنت ؟
أم تحسبهم ضعفاء لم يفهموا لعبة الدنيا ؟
اسمع للآذان خمس مرات لتعلم من تخلد الدنيا ذكراه !
وانظر ماذا اشتروا عندالله بكظمهم الغيظ وعفوهم !
طهر قلبك، سامح، واعفو واهتد بمحمد وتذكر .. ليس الواصل بالمكافئ ..
لأنَّا نَحزنُ كثيرًا و نتألم / نتوجعُ دائمًا ،
ولأنَّا نَبكيّ بِشدَّة بصوتٍ عالٍ جدًا بصوتٍ يُحزنُ الجبَال الشَاهقة التيّ تصطدمُ بالهَواء
لأنَّ التوبيخَات تتوالى توبيخة تِلو تَوبيخَة وحتى الصَفعات التيّ تأتيّ بلا سابقِ إنذارٍ مُقنع
ولأنَّا جسر للعبور فقط ، لأنَّا خُرقة باليَة لا فائدة منهَا في حيَاةِ البَعض .. ولأنّ أعيننُا للبُكاء فَقط !
مُدهشٌ جدًا أنّ نصبر و نصبر ونصبر و .. نبتسم = ) لأجل الرحمَّة التي سيهبها الربُّ لنَا بإذن الله في يومِ لا ينفعُ مالٌ ولا بنين إلا من أتى اللهُ بقلبٍ سَليّم :”“
لأجِل الجنَّة البَاردة .. الجنَّة التي امتلئت بها راحةُ العقلِ والجسد و القَلبّ ،
لأجِلِ نهرِ الكَوثر الذي لا ظمأ بعده
لأجل الصحبَة التي نتشرفُ بها مع نساء الصحابة -رضوان الله عليهم-
لأجل النرجس والأوركيد و .. الجوري ، لأجل أكواب من استبرق ممتلئة بالزنجبيل والعسَل
لأجل الفاكهة الشهيّة .. لأجلِ الأصدقَـاء الذين نلتقيّ بهم كلما أردنَا ()
لأجل أنَّا نحتاجُ للجنَّة ياربّ .. لأجلها نصبر
وقال تعالى “وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون”
